أسعار, التصاميم, العميل, المصمم
يشتكي كثير من (المصممين) من تصرفات العملاء وتعليقاتهم وطلباتهم. ويشتكي الكثيرون أيضاً من النقد سواء للعمل أو للتسعيرة
بعض العاملين في وكالات الإعلان يشتكون من فريق خدمة العملاء، أو من طاقم المحاسبة أو حتى من عملاء التنظيف
المهم لازم (المصمم) يشتكي من شيء
قرأت في الأيام الأخيرة الكثير من (البوستات) على (فيس بوك) لمصممين يبررون نتائج العمل السيئة بأن هذا هو طلب العميل، أو العميل عاوز كده أو كما يقول المثل الشهير: أربط الحمار مطرح ما يقللك صاحبه. هنالك بعض الصحة في هذا التبرير لكن….
يُمضي (المصمم) سنوات من عمره في الدراسة والكلية والتحضير ومشاريع التخرج
ويصرف ساعات من وقته وجهده وطاقاته في الدراسة والتدريب واكتساب الخبرة
وطبعاً كل هذا يضاف إليه التكاليف المرتفعة التي ينفقها (المصمم) حتى يحصل على وظيفة أو يبدأ بعمله الحر
أضف إلى ذلك الأسعار المرتفعة للأجهرة والبرامج التي لن يستطيع بدء عمله الحر بدونها
بعد كل هذا يتوقع (المصمم) أن يأتي العميل ليُملي عليه كيف يعمل؟ ويبرر رداءة العمل بأنها طلبات العميل
لو أن للعميل ما لدى (المصمم) من خبرة لما احتاج إلى أن يستأجر مصمماً…
لو أن للعميل الخبرة الإبداعية والذاكرة البصرية والخزينة الفكرية التي لدى (المصمم) لما استعان بوكالة إعلانية!
على (المصمم) أن يجعل عميله يقول: أنت الخبير، إصنع ما تراه مناسباً
على (المصمم) أن يُثقف عميله. كيف يفعل ذلك؟ تلك مشكلته! فلكل عميل طريقة مختلفة ولكل (مصمم) أسلوب خاص به. مهمة النهوض بالذوق البصري للعميل والارتقاء بقراراته الإبداعية مهمة على (المصمم) أن يتحملها. لا عذر للمصمم أن ينفذ طلبات العميل، وإلا لكان (ابن خالة جارة الزبون بيعرف فوتوشوب) وسيقوم بالمهمة على أكمل وجه مثلك مثله! إلا أنه أفضل لأنه لن يرسل للعميل فاتورة بمبلغ يساهم في إكساب العميل وقار إضافي عندما يشيب شعره.
على (المصمم) أن يتعامل مع الموضوع باحترافية:
التحدث بثقة مدعوماً بالخبرة الممكتسبة
– عدم إجراج العميل أبداً بل منحه الإحساس بأنه جزء أساسي من العملية
– محاولة إعادة صياغة متطلباتهم بما يتناسب مع الإجراء الصحيح الأنسب
– استخدام العبارات والنبرة المناسبة في الوقت المناسب
– عدم تجاهل أن للعميل خبرة في مجاله كما أن للمصمم خبرة في مجاله، لذا على (المصمم) أن يحاول تطبيق احتياجات العميل لكن فقط بالطريقة التي يراها مناسبة مع تجهيز شرح منطقي
يطالب (المصممون) دائماً بضرورة احترام تسعيراتهم وعدم تبخيسها، فبالمقابل على (المصمم) أن لا يرضى بآراء العميل إن كانت لا تليق بهويته البصرية أو استرتيجيته التسويقية أو لا ترقى لمستوى الذوق العام. بغض النظر عن تخصص العميل وتعقد علامته التجارية أو بساطتها أو انعدامها، لا ينبغي على (المصمم) أن يرضخ لطلبات العميل إن كانت لا تناسب ما يراه (المصمم) مناسباً لنجاح العميل تسويقياً، فهذه مسؤولية تقع على عاتقه وعليه أن يكون على قدر المسؤولية، فهو بالنهاية سيطالب العميل بمبلغ يوازي ما أنفقه خلال سنوات دراسته وخبرته ويتناسب مع أسعار أجهزته وبرامجه وأدواته ومراجعه التي يعتمد عليها
معاً لنرفع شعار لا لـ (هيك بدو الزبون) فأنت المصمم وليس الزبون