التفكير الإبداعي يأتي بالفطرة لكل منا. فأبسط المخيلات بإمكانها أن تبني الأحلام، وهذا هو الموضوع ببساطة.
على كل الأحوال، نجد أن البعض يعتقد أنهم ليسوا بمبدعين، وأنهم يعجزون عن التفكير بطريقة مبتكرة، وأنهم رغم محاولاتهم المتكررة يعجزون عن التفكير إلا بطريقة تحليلية مباشرة. وربما تكون أنت – عزيزي القارئ – أحد هؤلاء الأشخاص.
في الواقع إنه من غير الصحيح لأي منّا أن يعتقد أنه لن يتمكن أن يبدع بفكره.
كلنا نذكر تلك اللعبة عندما كنا صغاراً حيث يتوجب علينا إدخال بعض الأشكال المختلفة في الفتحات المناسبة، هذه الفتحات لا تناسب إلا شكلاً واحداً (أو ربما اثنين إن كنت مبدعاً). دوائر ومربعات ونجوم، أترك الطفل لوحده ودعه يسكتشف هذه اللعبة، وستجد أنه سيتمكن في نهاية المطاف من إدخال القطع المناسبة كل في الفتحة المناسبة دون أي تدخل من شخص راشد ذو خبرة أكثر من هذا الطفل.
هذا هو الإبداع ببساطة: إيجاد الأفكار والحلول المناسبة عن طريق التجربة والتسلية أحياناً.
رغم بساطتها، لا يزال الكثير منا يظن أنه عاجز عن القيام بها. عندما يواجهون مشكلة في العمل أو المدرسة أو في علاقاتهم العاطفية يلجأون إلى الحل الأسهل، وفي حال لم يجد نفعاً سيرفعون الراية البيضاء. عندما يعجزون عن إدخال المكعب في الفتحة المناسبة، سيتوقفون عن التجريب لأنهم يعتقدون أنهم غير مبدعين.
يعزى هذا التفكير إلى بعض الأسباب، والتي لم يتمكن علم النفس من تفسير أغلبها. إليكم برأيي أهم سببين يدفعان بالناس إلى الاعتقاد بأنهم ليسوا مبدعين:
أحدهما هو أنهم ينظرون إلى الأمور على أنها معادلة معقدة. فهم يطالعون نظريات آينشتاين في الكتب، و يتابعون ما يطل عليهم به ستيف جوبز من الابتكارات المبدعة، ويتمتمون في قرارة نفسهم: ” لن أتمكن من فعل هذا مهما حييت”. تتكرر هذه العقلية في عصرنا هذا، فما أبسط من أن تفتح هاتفك الذكي لتتابع أحدهم يثيرك بما يتمكن من فعله بأفكاره الثورية. ومن الصعب مقارنة أنفسنا بهؤلاء الناجحين. لكن في الواقع الإبداع لا يتمحور دائماً حول الأفكار المبهرة التي تغير العالم. فحتى أبسط المعضلات تتطلب تفكيراً إبداعياً (بالظبط تماماً كما فعل الطفل ليجد الفتحة المناسبة للقطعة المناسبة من لعبته).
السبب الثاني الذي يدفع الناس للاعتقاد أنهم غير مبدعين هو الخوف المترسخ من الفشل. تعلمنا جميعاً منذ الطفولة وحتى سن الرشد أن الوقوع في الخطأ نهائي ولا رجعة فيه. عند تعثرك تلك النهاية، انتهى مستقبلك، فالطالب الذي يرسب، أو الموظف الذي لم يجد فرصة العمل المثالية يميل إلى الاعتقاد أنها نهاية العالم بالنسبة له. لكن مع تقدمنا في العمر ونضوجنا فكرياً ومرورنا بالعديد من التجارب نبدأ باكتشاف أن ما سبق ليس صحيحاً بالضرورة. قد يكون الفشل نهاية بشعة في بعض الأحيان، لكن لا بد أن نؤمن أن ارتكاب الأخطاء هو وسيلة مثالية للتعلم واكتساب الخبرة. أغلب مصاعب الحياة تأتي عبر التجربة والتعل من الأغلاط لإيجاد الوسيلة الأمثل لتجاوزها. للأسف، فإن الاعتقاد بأن الفشل هو تجربة مريرة، يميل العديدون إلى الخوف من هذه التجربة، لذا يخشون التجربة والاستكشاف، ويقومون بتحييد الأفكار التي تطرأ في أذهانهم، ولا يسمحون إلا لما يثقون بأنه الحل الأكيد دون أدنى شك. هذا الخوف من التجريب والذي يقبع في أعماق الكثيرين منا، يدعو البعض إلى الاعتقاد بأنهم ليسوا مبدعين.
لكن – ولحسن الحظ – أي منا بإمكانه أن يكون مبدعاً، لكن هذا يتطلب السعي والاجتهاد، وبالنسبة للعديدين يتطلب هذا وقتاً طويلاً أيضاً، لكن هذا لا يعني استحالة الأمر. كل ما عليك فعله هو كسر هذين الحاجزين الذين يدعونك للاعتقاد بعدم قابليتك لأن تكون مبدعاً ومبتكراً، وبذلك تكون قد خطوت خطوتك الأولى نحو عالم الإبداع.
منقول عن مقالة للكاتب تانر سي – بتصرف مهند المهايني
اوافقك الراي أخي مهند
واذكر هنا مقولة العالم المخترع ” أديسون ” الذي كان يوصف بالغباء في صغره
العبقرية هي 1 % إلهام ،، و99 % عمل واجتهاد
حيث كان بقوم بالتجربة 1000 مرة
وعندما سئل عن ال 999 محاولة الفاشلة قال
انا لم افشل ولكنني اكتشفت 999 طريقة لا تحقق هدفي
واستبعاد كل كل خطوة خاطئة ليس سوى خطوة أخرى للأمام
تقبل تحياتي
اعتقد في سبب كمان يدفع البعض في اعتقاد انهم غير مبعدين
ربما هوا بالفعل مبدع ولاكن لوصوله لهذة الدرجة لا يشعر بالابداع لانه يتطلع للافضل دائما مع العلم انه غيره يراه مبدع ولاكنه لا يري نفسه كذلك
هذا من التواضع 🙂
ربما لان معيار الابداع دائما ما يكون متلازم للشهرة
فإذا عمل عملا متقنا لكن لم يلتفت اليه الا القليل
تضعف ثقته بنفسه ويعتقد ان عمله غير مبدع
وطبعا هذا مفهوم خاطئ لان الكثير من الاعمال المشهورة غير متقنة
وجهة نظر تستحق الوقوف عندها لكن شخصياً أعتقد أن على الفنان الحق ألا يلتفت للشهرة وينتظر أن تعجب الناس بأعماله
أعتقد أن التعليقات السلبية من محيط الشخص.. هي التي تخوف من الإبداع، أكثر من خوف الفشل نفسه
فعلاً، التعليقات السلبية عامل أساسي يؤدي إلى الخوف والاحباط.
مقال حلو .. شكرا جزيلا
شكراً، يسعدني أنه أعجبك